[center]السمراء والشاعر
-----------
الشاعر:إقبال المهندس
سمراءُ، هلْ سَحَر الجمالُ وَطولُها *** غيري وصادَفَ بالخريفِ حُلولُها؟
نَزَلَتْ لدى عَينَيَّ إذْ ماتَ الصِّــبا *** فاستَمكَنَتْ قلبي اليتيمَ حُمولُهـا
فَتَمكَّنتْ مِنْ كاهِلي حينَ انضـوى *** قلبٌ أضَلَّتُهُ الدروبَ سَبيلــُها
وتَشوَّشتْ عينايَ عندَ كهولــةٍ ***شَيْبي،ومَهْما كابَرتْ،مَدْلُولُـها
مَنْ هذهِ السمراءُ،ما مازتْ بـهِ؟ *** لتَعيثَ في عقلي الرزينِ شَمولُها
فيُعاوِدُ الأحلامَ يَنشدُ صَبْـــوَةً *** عافَتْهُ عِزَّتُها وظلَّ مُيولُـــها
وَمَحتْ مَراراتُ السنينَ تَذاكـري *** إلاّ التي ،ذوقي الرفيعُ كَفيلُهـا
فَلَرُبَّما تلكَ السَّجيَّةُ تَيَّمــــتْ *** سَمْرا بِمَنْ قالَ الرقيبُ: عَليلُها
لِيَقُلْ فإني إنْ دَنِفْتُ فإنّمــــا *** أشهى السُّلافِ ،يذوقُها مَثْمُولُها
لمياءُ يَعْتَسِفُ السَّمارُ بِوَجْهِــها *** هيفاءُ يختطِفُ الجوارحَ طُولُها
هيهات أنْ يُهْدى سِوايَ لِسِحْرِها *** ولِظُلْمِها إذْ أنني مقتولُـــها
وكأنّها خُلِقَتْ على ما أشتهــي *** ولِحُسنِها بيَ يَستَدِّلُ خَليلُــها
نَكَرتْ هوايَ فَكَذَّبتها وَجْنَـــةٌ *** شَدَّتْ بِعَيْنَيْها فَعمَّ ذهولُـــها
فأجبتُ:أنَّى أبْحَرَتْ فَبِمَعْــبَري *** حتماً تَمرُّ وَساحِلي مَوْصولُها
ولْتَطْمَئِنَّ إذا تَقوَّلَ فاســــِقٌ *** فهيَ الأُخَيَّةُ والقريضُ جَميلُها